{ أَمّا مِنْ ناصِحٍ : فَنَعَم !!}
أتطلب أخاً بلا عيب !؟
وصف الله تعالى المؤمنين بعضهم نحو بعض :
”أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ” 54 المائدة ،
ووصف أحوالهم قبل الأيمان وبعده :
”إذْ كُنْتُم أَعْدَاءًا فَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا” آل عمران / 103 ،
ومقياس هذه الأخوة هو المحبة بين أعضاء الجسد الواحد فذلك دليل قوة الأمة وتمسكها بما فرض الله عليها .
عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا
تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا
فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ}
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّ
اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي
الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي)
رواه مسلم
عن ابن المبارك قال : كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره أمره في ستر , ونهاه في ستر , فيؤجر في ستره ويؤجر في نهيه ,
فأما اليوم فإذا رأى أحد ما يكره استغضب أخاه وهتك ستره ! .
( روضة العقلاء / 197 ) .
عن الفضيل بن عياض قال : ( المؤمن يستر وينصح والأفجر يهتك ويعيِّر ) .
( جامع العلوم والحكم / 77 ) .
عن الشافعي قال : من وعظ أخاه سراً فقد نصحه , وزانه ؛ ومن وعظه علانية فقد فضحه وخانه .
( حلية الأولياء 9 / 140 ) .
عن سفيان الثوري قال : قلت لمسعر بن كدام : أتحب أن تهدى إليك عيوبك ؟
قال : أما من ناصح : فنعم ,
وأما من موبخ : فلا . ( حلية الأولياء 7 / 217 ) .
عن
جعفر بن برقان قال : قال لي ميمون بن مهران : يا جعفر قل لي في وجهي ما
أكره ؛ فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره (حلية الأولياء
4 / 86 ) .
عن الفضيل بن عياض رحمة الله قال :
من طلب أخاً بلا عيب
صار بلا أخ
قال عبد العزيز بن عمر :
«قال لي أبي :
يا بني إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملا من الخير»
«الحلية» لأبي نعيم: (5/278).
وقال أبو قلابة :
«إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تكرهه فالتمس له عذرًا فإن لم تجد له عذرًا فقل :
لعله له عذر لا أعلمه»
«روضة العقلاء»
لابن حبان البستي
وجميل ما قاله الشاعر :
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
وجميل ما أوصى به الأولون رحمهم الله حين قالوا :
لا
يزهدنك في رجل حمدت سيرته، وارتضيت وتيرته، وعرفت فضله، وبطنت عقله، عيب
خفي، تحيط به كثرة فضائله، أو ذنب صغير تستغفر له قوة وسائله.
إن الصبر على الإخوان من شيم الكرام ،
فحقاً لا يصبر على الإخوان من لا يتحمل خطأهم ، ويغض الطرف عن جفوتهم ،
ويغفر زلتهم ، وينسى إساءتهم ، ويلتمس لهم الأعذار ، ويسعى في حاجاتهم ، وإن قصروا ونسوا .
فهل يكون لنا في سجل الكرام صفحة ، نسجل فيها مآثر الأولين . ونمتثل لأمر رب العالمين :
(وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) الكهف
والعجيب في الأمر أن المخاطب بذلك هو رسول الله نفسُه صلى الله عليه وسلم .. !
يأمره ربه عز و جل أن يصبر نفسه مع من هم أقل منه إيمانا !؟!
وبالغداة و العشي !؟!
فكيف بنا نحن ؟!
وكيف بنا في معترك الحياة الصاخب هذا ؟!؟
ماأجمل أن تكون علاقتنا مع البعض خالصة لوجه الله تعالى .
اعلم أخي : أن الأخوة ليست مجرد كلمة , إنما هي خلق من الداخل .
· نحن بحاجة إلى التناصح فيما بيننا .
· والتزام الأدب فيما بيننا ضرورة من ضرورات الأخوة .
· لاتظن أنك ستجد صديقا لايخطيء .
· وإذا أخطأت في حقك , فأين أنت عن خلق العفو :
(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين) .
· هل بحثت عن عذر لي عندما بلغك أني أخطأت في حقك ؟
· كنت أتوقع أن تأتي إلي وتنصحني وتدعوا لي بالثبات .
· ولكني تفاجئت لما علمت بأنك تتكلم في عرضي وتغتابني .
· عجبا لك !
· أهذه الأخوة التي تعرفها ؟
· إن العلاقات بين الناس تحتاج إلى صبر عظيم , فالنفس البشرية مجبولة على النقص والجهل والظلم .
· فكن أنت صاحب الخلق الحسن .
· لا تنتظر أن أشكرك على إحسانك إلي فقد أنسى ذلك .
. لاتبحث عن الانسان الكامل فالكمال لله وحده .
الْلَّهُمَّ