التجارة //////

التجـــــارة /



( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم )
ومن الذى لا يشتاق لأن يدله الله تعالى على هذه التجارة ؟
والجواب / ( تؤمنون بالله ورسوله )
وهم مؤمنون بالله ورسوله .. فتشرق قلوبم عند سماع الجواب لأن هذا المتحقق فيهم .
( وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وانفسكم ) تكليف شاق ضرورى لا مفر منه لأقامة المنهج الاسلامى وحراسته فى الارض ... ثم يأتى التحسين والتزيين :
( ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) والتفصيل بعد الاجمال يشوق القلب :
( يغفر لكم ذنوبكم )وهذه وحدا تكفى ... فمن ذا الذى يضمن ان يغفر الل له ذنبه ... وفضل الله تعالى ليس له حدود : ( ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار ومساكن طيبة فى جنات عدن )
وأنها لاربح تجارة ان يجاهد المؤمن فى حياته القصيرة ـ حتى حين يفقد هذ الحياة كلها ـ ثم يعوض عنها تلك الجنات وهذه المساكن فى نعيم مقيم .. وحقا .. ( ذلك الفوز العظيم )
وكأنما ينتهى هنا حساب التجارة الرابحة .. وأنه لربح ضخم هائل ان يعطى المؤمن الدنيا ويأخذ الآخرة .. فالذى يتجر بالدرهم فيكسب عشرة يغبطه كل من فى السوق .. فكيف بمن يتجر فى ايام قليلة معدودة فى هذه الارض , ومتاع محدود فى هذه الدنيا .. فيكسب به خلودا لا يعلم له نهاية الا ماشاء الله تعالى , ومتاعا غير مقطوع ولا ممنوع ؟ ... لقد تمت المبايعة على ذه الصفقة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعبد الله بن رواحة ـ رضى الله عنه ـ ليلة العقبة ... قال للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( اشترط لربك ولنفسك ماشئت ) فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( اشترط لربى ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ,واشترط لنفسى ان تمنعونى مماا تمنعون منه انفسكم واموالكم ) .. قال : فمالنا اذا فعلنا ذلك ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( الجنة ) قالوا : ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل !... ولكن فضل الله عظيم .. وهويعلم من تلك النفوس انها تتعلق بشىء قريب فى هذه الارض : ( وأخرى تحبونها : نصر من الله وفتح قريب .. وبشر المؤمنين )
وهنا تبلغ الصفقة ذروة الربح الذى لايعطيه الا الله .. الذى لا تنفذ خزائنه .. ولا ممسك لرحمته .. فهاهى المغفرة والجنات والمساكن الطيبة والنعيم المقيم فى الآخرة .. فمن الذى يدله الله تعالى على هذه التجارة ثم يتقاعس عنها ؟... ان المؤمن الذى يدرك هذه الحقيقة يعيش بقلبه هذا العطاء لا تعنيه الحياة بغير ايمان ولا اهتماماتها الهزيلة .

يسلموو على الموضوع الرئع

شكرا جزيلا يسلمو ايديك